لم يكن الشاب محمد منير يعلم عندما جاء إلى القاهرة بعد غرق قرى النوبة تحت مياه بحيرة ناصر التي خلفها السد العالي، أنه سيصير “الكينج”– كما يطلق عليه محبوه- ويتربع على عرش لونه الموسيقي الخاص الذي يجمع بين التراث النوبي ولمحة شبابية عصرية مختلفة في ذلك الوقت.
بسمرة بشرته وشعره المفلفل يقف منير واضعا إحدى يديه جانبا وباليد الأخرى يقوم بحركات دائرية في الهواء وهو ممسك بالمايك وبخطوات تلقائية يلهب مسارح تتوافد عليها الآلاف من كل حدب وصوب لسماع موسيقى مختلفة ومعاني جديدة على الآذان، ولم لا وهو صوت المعاني المختلفة في الثلاثين عاما الأخيرة.
ولد محمد منير أبا زيد جبريل متولي في 10 أكتوبر 1954 بقرية منشيه النوبة بأسوان ودرس الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون في كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان.
كانت الانطلاقة، مع ألبوم “علموني عنيكي”الذي صدر في 1977 وتضمن 10 أغان ثم توالت الألبومات الغنائية ليصل عددها إلى 30 ألبوما حتى الآن.
تميز فن منير عن أقرانه بالاختلاف والجرأة، فكان أول مطرب عربي يقدم موسيقى الجاز في ألبومه “شبابيك” الذي صدر في 1981 وحقق مبيعات ضخمة، واحتوى الألبوم نفسه على أغنية “كريشندو” التي قدم خلالها موسيقى “الجاز” و”الفانك” لأول مرة.
أعاد توزيع أغانيه في ألبوم “مشوار” عام 1992، كما بث بصوته الروح في أغاني قديمة مثل “الدنيا ريشة في هواه لسعد عبد الوهاب و”شىء من بعيد نداني” لليلى جمال و”أنا بعشق البحر” لنجاة الصغيرة.
وبالإضافة لتعريفه المستمع العربي على التراث النوبي، قدم منير أعمالا من الفلكلور التونسي كما في “تحت الياسمينة” والمغربي في “حكمت الأقدار” والأردني في “يا طير يا طاير”، والسوداني في “وسط الدايرة ومساكن شعبية”.
كان الفترة بين عامي 91 إلى 95 الأغنى والأكثر انتشار وانتاجا حيث أطلق فيها 100 أغنية وعلى النقيض كانت الفترة بينم 2011 إلى 2015 الأقل ثراء حيث أطلق 20 أغنية فقط.
وقف منير أمام كاميرا يوسف شاهين عام 1986 في فيلم ” اليوم السادس”، كما شارك في نفس العام في فيلم ” الطوق والأسورة” للمخرج خيري بشارة، كما وقف أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عام 1988 في فيلم ” يوم مر يوم حلو” وتعاون مع شاهين في فيلم “المصير” للمرة الثالثة عام 1997.على مدار 40 عاما، شارك منير في 11 فيلم و3 مسرحيات و3 مسلسلات.
حصل على جائزة أفضل مطرب في مسابقة MEMA في 2008، بالإضافة لجائزة السلام من شبكة CNN عن ألبوم الأرض السلام.
كما حصل على الجائزة البلاتنية من شركة يونيفرسال عن أغنية ياسمينا، كما وضعت مكتبة الكونجرس اسمه ضمن قائمة أهم فناني العالم وفازت أغنيته “الليلة يا سمرة” في استفتاء BBC لأفضل 50 أغنية أفريقية بالقرن العشرين.